معاناة المكناسيين مع الإدارات العمومية، سِر دِير فوطوكوبي

اليوم لنا حديث عن موضوع يثير استياء المواطنين، فبالرغم من عدم قانونيته أصبح قاعدة عامة لا يمكن الاحتجاج عليها، بحكم استغلال الإدارة لجهل البعض، ولتساهل البعض الآخر...

مسألة تصوير نسخ النماذج والمطبوعات الإدارية أصبحت من اختصاص المواطن. فأصبح من المقبول ومن المسَلم به أن يطلب منك عون سلطة أو موظف من مختلف الرتب أن تخرج عند أقرب كشك أو مكتبة ليقوم بنسخ النموذج المطلوب وبيعه لك بمقابل مالي، بينما تتوفر الإدارة على المطبوعات اللازمة، وعلى آلات الطبع، كما أن المواطن يؤدي رسوم الوثائق المطلوبة إلا ما نذر منها. علما أن منح المواطن نسخة من النموذج ليقوم بنسخها خارج الإدارة والتوسل إليه بنسخ المزيد لكون الإدارة لا تتوفر إلا على تلك النسخة الوحيدة أمر غير مقبول لا قانونيا ولا إداريا، بل يمس سمعة الإدارة ويدخل المواطن والموظف أحيانا عديدة في خلاف في هذا الشأن.

 ويقوم بعض الموظفين باستغلال الأمر، حيث يخفون النسخ عن البعض ويوفرونها للبعض، وأحيانا يقوم الموظف من مكتبه ويأمر احد الأعوان بالخروج بسرعة لنسخ المطبوع لأن الأمر يتعلق بمواطن محظوظ وشخص غير عادي، أما إذا تعلق الأمر بمواطني الدرجة 3 ، فيكتفي الموظف بعبارة "سِر عند الكيوسك دِير فوطوكوبي واجي".

 لقد أصبح على المكناسيين توفير ملف خاص بالمطبوعات الإدارية، وتهييئها قبل ولوج باب أية إدارة، فحتى مطبوع شهادة السكنى أصبح متوفرا عند أصحاب الأكشاك و "غائبا" لدى الإدارة، أما إن كان صاحب الفوطوكوبي "المكلف بكوطا المطبوعات الإدارية" غير متواجد فعليك بالانتظار، أو البحث عن وسائل أخرى قد تدخلك في تجاوز عبارة "وياك من الرشوة" التي شنفوا بها أسماعنا دون إجراءات عملية لاحترامها.

التعامل الإداري غير المسؤول هذا، يدخل في باب البيروقراطية وإبعاد الإدارة من المواطن، ويستدعي تدخلا حازما من الإدارات المركزية لتحسين ولوج المواطن للإدارة وتخفيف الأعباء والإجراءات الإدارية عليه، وما على السلطات المحلية بمدينة مكناس سوى أن تتحرك في اتجاه العمل على تخليق الإدارة وتحسين خدماتها.